---
حوار بين زمنٍ وأمل
وقف الماضي في ركنٍ بعيد، متوارٍ عن الأنظار، يعاتب نفسه بصمتٍ موجع. ثم أدار عينيه الحزينتين نحو الحاضر وقال بصوتٍ متهدّج:
"قدّمت لك الدروس، وبذلت لك التجارب، وأريتك المواقف كي تتعلّم، لكنك لم تنتفع. تجاهلتني، وسلكت ذات الطريق، بل صرتَ أسوأ مما كنتُ عليه. حذّرتك مرارًا، لكنك لم تصغِ إليّ... وعدت إلى الأخطاء ذاتها، تلك التي أبكتني وأتعبتني شهورًا وسنوات."
ابتسم الحاضر بسخرية مريرة، وقال:
"وأنا؟ جئتَ اليوم تلومني على خطاياك؟ تركت لي إرثًا من التعب والخذلان، وطريقًا مليئًا بالدمار والتيه، ثم تطلب منّي أن أكون قويًّا وشجاعًا؟ كيف أُمنح القوة، وأنت من كسّرني قبل أن أبدأ؟ كل لحظة أعيشها محمّلة بآثارك الثقيلة، بتاريخك المثقل بالندم. أنا أدفع ثمن ما اقترفته أنت."
ساد صمتٌ بينهما، اختلط فيه الحزن بالتأمل.
ثم دخل المستقبل بخطاه الواثقة، يقطعهما بنبرة حازمة:
"كفى عتابًا، كفى حديثًا عن الألم والخيبات. أنتما تعملان لديّ.
الماضي... أنت جذوري.
والحاضر... أنت ترابي.
إن قصر أحدكما أو أساء، فأنا من يُحرم من الثمار. أنا من يدفع الثمن."
تنهد الماضي وقال بصوتٍ خافت:
"كنت أرجو فقط أن يُقدَّر ما مرّ بي قلبي وعقلي... أن يُحترم ما عانيته."
فقال الحاضر:
"وأنا أردت أن أتنفس، أن أساعدك يا مستقبل، دون أن تلاحقني أشباح الماضي وظلاله."
ضحك المستقبل، ثم قال بثقة:
"الوقت لا ينتظر مشاعر أحد. أنا لا أصنع نفسي، بل أنتما من تصنعاني.
استغلّاني جيدًا، واعتبرا من دروسكما، وساعداني لأقدر على مساعدتكما... أو ستندمان حين لا ينفع الندم."
ثم وقف صوتهما، وتقدم صوتٌ آخر من داخل الأعماق... صوت النفس:
"أما أنا، فلن أستسلم لضعفكما. سأنهض رغم ما تركتماه لي من وجع.
سأخرج من الغرفة المظلمة، إلى النور، إلى الأمل، إلى الحياة."
ساد الصمت... وفهم الثلاثة أخيرًا أن لا فائدة من العتاب.
فالأفعال وحدها الآن هي التي تصنع الفرق.
حوار بين زمنٍ وأملوقف الماضي في ركنٍ بقلم دينا فاروق محمد
جميله جداا ومعبر فعلا ♥♥♥♥♥
ردحذفكاتبه مبدعه دايما❤❤❤❤
جميله اوي اوي
ردحذفوشاطره مشاء الله
ربنا يكرمك
❤️❤️❤️❤️😘
ردحذفحلوة اوي مشاء الله وطريقتك جميلة اوي ربنا يوفقك يا روحي ❤️❤️
ردحذفجميل اوي مشاء الله ربنا يبارك
ردحذفمشاء الله جميله جدا وطريقتك جميله ربنا يوفقك أن شاء الله ومن نجاح لنجاح دائما ❤️✌️👌
ردحذفتحفه بجد من نجاح لنجاح
ردحذفإرسال تعليق
اكتب تعليق ودعم المواهبه